نواذيبو والثقافة…

4:45 م, الأحد, 13 نوفمبر 2022
نواذيبو والثقافة…
في العام 2015 قررنا إطلاق فضاء حوار نواذيبو الثقافي السياسي الاجتماعي الحقوقي… في مقهى على شارع دبي لرجل من تونس، وكان الفضاء لنقاشات في شتى المجالات من أجل القضاء على الجمود -الثقافي بالأساس- الذي تعيشه مدينة نواذيبو ، إلا أننا حوربنا من قبل أزلام النظام ومن لايريدون لينة نواذيبو أن تكون شيئا مذكورا، هؤلاء وأولئك يريدون للمدينة أن تكون تحت سيطرتهم لا تحت سيطرة الدولة وقالوا ذلك في عدة مناسبات.
تمت محاصرة الفضاء وتفرغ الشباب كل لهمه إلا أن الفكرة كانت جميلة في حد ذاتها والأجمل في أن التفاهم بين الشباب كان هو السائد والحضور والإقبال على الفكرة وتشجيعها كان له صدى قوي .
في كل مرة كان أحدنا يهم إلى فكرة إيجاد نشاط ثقافي حقيقي له أثره على المدينة بل حتى على الولاية، لابد له أن يصطدم بسياسي فاشل أو سلطة غاشمة لاتريد سوى تجهيل الشعب وجره إلى عصور ماقبل التاريخ، لأن الثقافة وانتشار الوعي يشكلان خطرا كبيرا على الدكتاتوريين والجهلة ويعلمون جيدا أن لامكان لهم في دولة العلم والمعرفة ووجود شباب واع ومستقل بآرائه، هو من بريئ طبعا ولايسمح لهم بالوصول إلى مراكز صنع القرار ولا المراكز المهمة.
إن تحول مدينة نواذيبو إلى مدينة إشعاع ثقافي حقيقي سيعزز لامحالة الجانب الاقتصادي للمدينة الذي يدار الآن بعقلية ” تيفاية” البدو الرحل، لأن تسمية المدينة بالعاصمة الاقتصادية هي أكبر كذبة تكذبها الأنظمة على الشعب منذ الاستقلال إلى اليوم، فهذه المدينة تعتمد على الصيد البحري بالأساس وخاصة الصيد التقليدي وفي في مفهوم الاقتصادات اليوم ليست سوى “حي عمالي” أو “شبه جزيرة أهلها يعتمدون على البحر في قوتهم اليومي” أو خليج توجد في مياهه بعض الأسماك في طريقها إلى الإنقراض… هذع التسميات تصلح لأن تطلق على نواذيبو نواذيبو بدل العاصمة الاقتصادية لأنه باختصار لاعلاقة لها بماهو عليه التطور الاقتصادي العالمي اليوم، حتى أنه لايوجد مصنع غير مصانع السمك ومايدور في فلك الصيد.
إذا هذه المدينة لاعلاق لها بالثقافة ولا الاقتصاد علاقتها مرتبطة بأشياء أخرى….
حسن لنعد إلى الثقافة في مدينة نواذيبو تخيل معي أن مدينة نواذيبو لاتوجد بها مكتبة واحدة، وتعد المكتبة الوحيدة التي مكتبة ولد الطايع التي ان اندثرت باندثار حكمه، وكانت مكتبة أقرب أن تكون مكتبة النظام منها لأن تكون مكتبة مستقلة، كما أن المدينة لايوجد بها إلى اليوم نشاط مرتبط بالثقافة سواء كان خجولا أم غير خجول.
المدينة أيضا لايوجد بها جامعة ناهيك عن معهد الترجمة الذي شيده نظام ولد عبد العزيز ، ولاتوجد بها مراكز ثقافي ولا أماكن يمكن للمثقفين أن يقيموا جلسات نقاش أو محاضرات علمية توعوية كما كنا نحاول في السابق.
اليوم قررت الدولة أن تطلق مهرجان ثقافي رياضي.. في كافة مدن موريتانيا وفي نواذيبو تحت إشراف الوالي الذي أظهر فيديو قبل أشهر حواره الشهير مع سيدة قبل أن ينهرها بعد أن طلبت توفير الماء لسكان مركز إداري تابع له على شاطئ البحر هو نوامغار، من لم يستطع إعطاء هيبة لموطن طلب شربة ماء لايمكنه أن يدعم أو ينشر ثقافة حقيقية.
ومدينة نواذيبو اليوم بحاجة على غرار مدن البلاد إلى تغيير الواقع ليس ثقافيا فقط بل في كافة المجالات ، فربما المواطنون اليوم يحتاجون إلى خفض الأسعار أكثر من حاجتهم إلى الثقافة، وتحاج الحكومة إلى تكوين في ثقافة خفض الأسعار أكثر من أي حاجة لشئ آخر خاصة مع نهاية العام ومحاولة صرف ماتبقى من الميزانية في كرنفالات “ثقافية”.
أحمد محمد سالم كركوب